إذا الشعب يوماً أراد الحياة
قرر "الزعيم" أن يحاول إنقاذ شعبيته التي انحدرت بشكل كبير في الأربعين عاماً الأخيرة بحيلة ماكرة ،
فأوعز إلى وزير ماليته أن يزيد من أعباء الناس حتى يضجوا بالشكوى،
و من ثم يتدخل فخامته مشكوراً برفع الظلم عن كاهل المواطنين .. تفكر الوزير ملياً ،
فالأمر لم يكن بهذه السهولة ، و خاصة أن الشعب يعاني الأمرين بالفعل منذ أزمنة بعيدة دون أن يفتح فمه بالشكوى .. و ليس من السهل إيجاد معاناة جديدة لا يعانيها الشعب بالفعل ...
و أخيراً قرر الوزير رفع الضرائب من 20 إلى 50 بالمائة !! ... لكن الشعب لم يحرك ساكناً
رفع سعر الخبز بنسبة 300 بالمائة ... و لكن الشعب ظل صامتاً ...!!!!
جن جنون الزعيم و الوزير .. فقررا أن يستعملا قليلاً من الإبداع و التفنن في التعذيب لعل الشعب يصرخ و يثور !!
قرر الوزير رسم مرور قدره عشرة دنانير مشمشية لكل من يعبر الجسر ....لكن الشعب ابتلع مرارته و قبل بالدفع ...قرر الوزير تعديل رسم المرور ليصبح عشرة دنانير لدخول الجسر و عشرة للخروج منه ...لكن الشعب .... (صار التكرار مملاً في الحقيقة !!!)أخيراً و بالتعاون مع وزير الداخلية .. تقرر أن يتلقى كل مواطن صفعة على قفاه عند اجتياز الجسر بالإضافة إلى الدنانير المشمشية العشرين ....... و لم يحدث شيء...هنا قرر الزعيم غاضباً أن يستكشف بنفسه سر البلادة التي أصابت الشعب ... فتنكر في هيئة صحفي و نزل إلى الجسر و بدأ يستعمل فراسته ...من بعيد لمح شاباً يتميز غيظاً و هو واقف في طابور طويل جداً بانتظار عبور الجسر .. فقرر أن يتحدث إليه ...- هل أنت غاضب ؟- نعم ..بالطبع .. و من لا يغضب في هذه الأوضاع المؤسفة !!- لماذا ؟؟- يا أخي هذه دولة ظالمة و الله !! المفروض أن يزيدوا من عدد الضباط الذين يضربون الناس على قفاهم ... أنني متعطل ههنا منذ أكثر من خمسة ساعات بانتظار دوري ... هذا حرام و الله ... حرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق